الاثنين، 21 يوليو 2008

افتتاح شرس لـ"سمبوزيوم الديار" التشكيلي!


افتتح أمس "سمبوزيوم الديار" بـ"مركز وقف للفنون "، وقد أكمل الفنانون المشاركون استعداداتهم لجولة منافسة حامية، وكشّر كل منهم عن أنياب ريشته.
الدوحة ـ شبّوب أبوطالب
أعلن رئيس الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، محمد العتيق، أمس عن الافتتاح الرسمي لفعاليات "سمبوزيزم الديار" التشكيلي، بمقر "مركز واقف للفنون"، وأكد أنها "المرة الأولى التي تحتضن فيها قطر مشروعا كهذا" ما يعني "أن على المشاركين مسؤولية كبيرة للغاية لتشريف أنفسهم و إعطاء صورة مشرقة و انطلاقة واعدة لمثل هذه التظاهرات التشكيلية"، وقال العتيق أن المشروع يعتمد على مسارين، أولهما المسار النقاشي العلمي حيث سينشّط الحاضرون فعاليات ندوة تسائِلُ قضية التراث و الحداثة، وتستشرف مستقبل التشكيل العربي في عالم متغير، أما المسار الثاني فهو مسار التسابق، حيث وقّع الفنانون عقدا مع جهات التنظيم و الرعاية، وزارة السياحة تحديدا، تلزمهم بالانتهاء من عملين فنيين خلال عشرة أيام هي مدة "السمبوزيم"، وقد أوضح العتيق أنه ضمن بنود العقد "أن يكون العمل المعني متعلّقًا بسوق واقف وليس هنالك أي مجال لعمل ثانٍ"، وفي ذات الحين "فإنه لا حدود على طريقة التناول التي يفضّلها أي فنّان، أو المقاربة التي يعتمدها، أو التقنية الفنية التي يستعملها، و إنما الأساس أن يتعلّق العمل بسوق واقف، ولكلٍ الحرية في التعامل مع موضوعه بالشكل الذي يريحه"، وحال الانتهاء من الأعمال تتسلم لجنة تحكيم كافة الأعمال وتجري تقييما نهائيا عليها، بحيث ينال ثلاث مشاركين جوائز خاصة وينال ثلاثة آخرون جوائز تقديرية.
من جهتهم كان المشاركون المبدعون متحفّزين لبدء المنافسة، حيث قال الفنان نور الهادي، من السودان، أنها "فرصة طيبة للالتقاء و التنافس مع نخبة مميزة من المبدعين العرب" واعدا بأنها سيبذل "قصارى الجهد" لتشريف نفسه وبلده، أما الفنان المخضرم أنور سونيا من سلطنة عمان فأبدى ارتياحا كبيرا "لفكرة الفعالية بحدّ ذاتها، ناهيك عن التنافس الجميل مع الزملاء من مختلف أنحاء العالم العربي، بما يضيفه ذلك إلى رصيد التجربة و الخبرة"، وهو ذات المنطق الذي تحدّث به الفنان زمان جاسم من السعودية، و الذي أبلغ الحاضرين تحيات جميع فناني التشكيل السعودي، خصوصا فناني المنطقة الشرقية، مبديا سرورا كبيرا بالمجيء إلى قطر و الدخول إلى حلبة المنافسة مع أسماء لها وقعها ورنينها في عالم التشكيل العربي.
من جهتهم تحدّث الفنانون القطريون بكثير من الثقة، حيث قالت الفنانة وضحى السليطي أنها تشعر "بالرهبة لوجود أسماء محترمة للغاية ودخولها على خطّ المنافسة" ولكنها أبدت تفاؤلا كبيرا ووعدت بـ"بذل كل الجهد الممكن للعمل على إنجاز أعمال مميزة تنال ثقة الجمهور و الحكام"، وقالت الفنانة سعاد السالم أن "التنافس سيكون جميلان كما أن الجو المتوفر يوحي بتمضية فترات عامرة بالاستفادة العلمية و الفنية"، وقال الفنان عد الرحمان المطاوعة أن تواجده في المنافسة يستهدف في المقام الأول "الاستفادة من تجارب جميع زملائنا الحاضرين، وبذات الحين العمل على تقديم مستوى مشرّف" وقد وعد هو الآخر باستخراج كامل مقدراته الفنية للتعامل مع المسابقة المفتوحة.
عمليا، نشّط مدير "السمبوزيوم" جلسة تعارف خفيفة، حيث قدّم كل فنان نفسه لزملائه بشكل موجز، ثم قاد المشاركين في جولة استكشافية بسوق واقف، وذلك لتحصيل انطباع أوّلي يفيد على مستوى استيحاء خصوصيات السوق و التعرف على معالمه، وقد رافق العتيق المشاركين بشروح وافية عن تاريخ السوق الذي يمتد إلى الأربعينات، أيام كانت منطقته عبارة عن مجرى وادٍ صغير تصب فيه أنهار"مشيرب" قبل توجهها إلى البحر، فيما ينتصب الباعة على طرفي الوادي ليقدّموا للمواطنين القطريّين ما تجود به الأرض من خيرات، ولذا فقد اشتق اسم السوق من وضعية الوقوف التي كان الباعة يمارسون بها عملهم، و بعد ذلك توسّع السوق و كثرت محلّاته، وبرغم فرص العمل الكبيرة التي وفّرها التوسع فإنه تم بشكل غير منسّق و أقرب للفوضوية، ما دعا سمو أمير البلاد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى إطلاق مشروع إعادة بناء السوق بشكله التراثي مع الحفاظ على خاصيته التجارية، وهو ما تحقق انطلاقا من سنة 2004.
وقد أبدى المشاركون لهفة كبيرة لمشاهدة أنحاء السوق والتعرف إلى قيمته التاريخية و التراثية، كما سعدوا جدًّا بالمبادرة التي قام بها مسؤول "السبموزيوم" و التي شملت تعريفهم على مجموعة من الفنانين التشكيليّين الشباب، وكذا التجوال في بعض المناطق ذات الخصوصية التراثية و التشكيلية في قطر، و تلهّفوا خصوصا لزيارة المتحف الإسلامي ومتحف المستشرقين.
يذكر أن فعاليات المسابقة انطلقت أمسية الأمس مباشرة بعد الانتهاء من إتمام الإجراءات الإدارية و التجول الخفيف في سوق واقف، وستوافيكم "العرب" بتطورات التسابق أوّلًا بأول.
العرب القطرية
21/7/2008

ليست هناك تعليقات: