الثلاثاء، 17 يونيو 2008

كتاب قطر يتساءلون عن سر تأخير اعتماد جمعيتهم




الدوحة - شبّوب أبوطالب يتساءل العديد من الكتاب القطريين عن سر التأخر المسجل في اعتماد جمعيتهم، رغم أنهم قاموا بكل الواجبات القانونية اللازمة لتحصيل الاعتماد، وفيما يرى بعضهم أن الأمر طبيعي وأن الجهات المعنية على أهبة اعتماد الجمعية وقد قدمت المساعدة المطلوبة وزيادة، فإن مجموعة من الكتاب تعتقد بأن هنالك تحفظات شتى على الموضوع وعلى بعض الكتاب أنفسهم!تعود فكرة إنشاء جمعية للأدباء والكتاب القطريين لفترة قصيرة نسبيا، إذ إن المنظومة الجديدة للتشريعات التي سنتها دولة قطر قد حملت ضمن ما حملت فكرة السماح بتأسيس جمعيات، وأوعزت التنظيمات الجديدة للعديد من الفئات المهنية والإبداعية بضرورة التوحد في جمعيات تأخذ على عاتقها تفعيل المشهد المدني في قطر، وتعبر عن تطلعات وأفكار الكثير من فئات المجتمع القادرة على الإبداع وخدمة المجتمع بأفكارها ومهاراتها المهنية.التنظيمات التي انطلقت سنة 2004 شجعت الأدباء القطريين على محاولة إنشاء جمعية تختص بهم، وكان لهم أن استثمروا الوقت والجهد في تنظيم أنفسهم واجتمعوا مرارا في «بيت السليطي» لينتهوا قبل سنتين بالتقريب إلى صياغة مقترح جمعية للأدباء والكتاب، وكلّفت لجنة مصغرة برئاسة الدكتور أحمد عبدالملك برفع الأمر لجهات الاختصاص ومتابعته، إلا أن الزمن طال ولم يتحصل الكتاب على المبتغى، وهذا الذي حدا بهم لإعادة الكرة ثانية مع الدكتور حسن رشيد، الذي أسهم بقوة في المحاولة الأولى، عسى أن يتحصلوا على الاعتماد، وفي هذا الإطار فإن الدكتور يأمل أن يتحقق حلمه وحلم الكتاب في خلال فترة لا تزيد عن الأشهر الستة، أي مع إطلاق الحي الثقافي، وهو أمل يعتصم به بشدّة ويرى إمكانيات عالية جدا لتحقيقه، فيما يتحفظ بعض الكتاب على الأمر... «العرب» تابعت القضية ورصدت بعض آراء الكتاب في هذا الشأن.بشرى ناصر: ربما نحن مخيفونتقول الكاتبة الصحافية بشرى ناصر أن التأخر في اعتماد الجمعية يعود إلى الجهات المعنية ذاتها، والتي لم توقع على الاعتماد رغم استكمال كافة الشروط اللازمة لتحصيله، مضيفة أنها وزملاءها الكتاب قد اجتمعوا قبل سنتين بالدكتور أحمد عبدالملك وفوضوه لمتابعة موضوع الجمعية إلا أن السلطات لم تبد التجاوب المنتظر، وحتى عندما أراد الكتاب إعادة بعث الفكرة مع الدكتور حسن رشيد قبل أربعة أشهر فإنها شخصيا لم تسمع بأي تطور حصل .و تعلّق الكاتبة بأنه من غير المفهوم لها أن يظل التأخير حاضرا، والأسباب غير حاضرة، بما يشي -ربما- بأن الكاتب ككائن مشاغب قد يكون مخيفا وقد يكون التجمع الجديد للكتاب مدعاة للحذر منهم، فهذا هو السبب الرئيس الذي قد يفسر بنظرها التأخر غير المفهوم، خصوصا أن شخصيات وازنة في المجتمع القطري قد وقفت خلف الفكرة كالأستاذ عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة السابق، بما يعني أن الفكرة جادة وأصحابها يريدون خدمة البلد بالفعل.حسن رشيد: أبشروا فالجمعية قادمةوفي الاتجاه المعاكس لرأي بشرى ناصر، يعتقد الدكتور حسن رشيد أن الموضوع على أهبة الانتهاء وأن ظهور الجمعية للنور هو قضية وقت لا أكثر، ويقول لـ «العرب» إنه كان مطلوبا من كتاب قطر أن يلتئموا ويقدموا أسماء تنهض بعبء تأسيس الجمعية، وهذا الذي حصل، إذ تجمع الكتاب وفوضوا لجنة مصغرة لمتابعة القضية مع جهات الاختصاص، وهي تتابع عملها بنشاط، ويصف حسن رشيد موقف السلطات بـ «الإيجابي للغاية»، إذ إن الترحاب كان جاهزا، والعون كان متوفرا، وأكثر من هذا فقد تم انتقاء مقر للجمعية بـ «الحي الثقافي»، واستجابت الجهات المعنية لطلبات تجهيز مقر جمعية الكتاب، ولم يبق بالتالي سوى تدشين المقر وإعلان الجمعية، وهذا الذي سيحصل مع افتتاح الحي الثقافي، وبلغة الأرقام يقدر الدكتور المدة الزمنية اللازمة لذلك بستة أشهر ويقول «انتظرنا سنوات، فلا ضير من أن ننتظر ستة أشهر»، والدليل الذي يقدمه الدكتور على صحة موقفه هو أن قطر مقبلة على استضافة فعاليات «عاصمة الثقافة العربية» سنة 2010 بما يعني أنها لا بد أن تمتلك صرحا ثقافيا يقدم أدبها للزوار العرب، ويضيف الدكتور بأن تحضيرات ميلاد الجمعية متقدمة للغاية حيث وضع المؤسسون شروطا للانتساب بينها أن يكون للمرشح مؤلف مكتوب ومنشور، مع فتح باب الانتساب للكتاب العرب المقيمين في قطر... لتكون محصلة رأي الدكتور أن الوضع ليس سيئا، إن الأشهر المقبلة ستشهد ميلاد الجمعية المنتظرة بكل تأكيد. نورة آل سعد: إذا كنتم تعترضون علينا فسننسحبمن جهتها، تتحدث الكاتبة نورة آل سعد بمرارة حول هذا الموضوع، وتقول في ردها على سؤال تأخير الجمعية «لا تسألوني! اسألوا السلطات، فقد قمنا بكل الذي نستطيعه لإبراز جمعيتنا ولكن الرد غائب!» وتضيف أنها محتارة أمام عدم اعتماد جمعية للأدباء خصوصا أن المنطق غائب تماما عن القضية، وتتساءل «هل يعقل أن هناك جمعيات قد استصدرت اعتمادها بينما لا تملك حتى مقرا، كجمعية الأطباء والمهندسين، بينما نحن نملك مقرا ولا نملك اعتمادا؟!»، وتعلن أن الموضوع يذكرها «بما حصل مع جمعية الصحافيين القطريين، حيث تداعينا لتشكيلها فور صدور التشريعات الجديدة الخاصة بالجمعيات، سنة 2004، وكان بيننا رموز محترمة في الصحافة القطرية كالأستاذ ناصر العثمان والأستاذ خالد الجابر، وتحمسنا لموضوع الجمعية لدرجة أننا أنشأنا موقعا لها على شبكة الإنترنت، وكنا نتصور أن الموضوع سينتهي بشكل سريع، لكن لم ينته الأمر ولم تظهر الجمعية! وتكرر الموضوع ذاته مع قضية جمعية الأدباء والكتاب، فقد أنجزنا كل ما كان مطلوبا منا وزيادة، ولكن الاعتماد لم يصدر!»وبصراحة متناهية تقول آل السعد «أنا أتساءل: هل هناك اعتراض على شخصيات بعينها في الجمعية، مثلي أو مثل الدكتور أحمد عبدالملك، وهل المطلوب أن تتصدر شخصيات بعينها للقضية حتى نحصل على الاعتماد؟» وفي جوابها على السؤال المطروح تقول المتحدثة «إذا كان مطلوبا أن ننسحب فسننسحب غير آسفين، لأننا لا يمكن أن نقبل بتعطيل الجمعية بسببنا، فالمهم أن ترى الجمعية النور ولو كان الثمن غيابنا عنها».أحمد عبدالملك: أنجزنا المطلوب وزيادةأما رئيس اللجنة المكلفة بمتابعة الملف الدكتور أحمد عبدالملك، فقد صرّح في أكثر من لقاء لـ «العرب» بأنه وزملاءه أنهوا كل ما كان مطلوبا منهم وزيادة، وكلفوا لجنة منهم بمتابعة الموضوع، وقد قامت اللجنة، التي يرأسها الدكتور، بوضع كافة المستندات المطلوبة أمام جهات الاختصاص منذ حوالي السنتين، إلا أنه لا جديد على صعيد الجمعية، وهو أمر لا يعرف له الدكتور سببا، حيث إن الكتاب قد قاموا بكل الخطوات القانونية المطلوبة، بل وكانوا جادّين لأبعد حدّ، وتكفلوا بما يلزمهم من وثائق، ولكن السلطات المعنية لم تقدم لهم الاعتماد، وهو أمر منافٍ للمنطق.جمعية كتاب قطر.. إلى أين؟تبقى قضية جمعية الأدباء القطريين واحدة من العلامات غير الإيجابية التي تحسب على المشهد الثقافي القطري، لأن كل دول العالم تفتح الباب أمام جمعيات أدبية ينتظم فيها الكتاب ويقدموا من خلالها خدمات عدة للمجتمع، لا لجهة رعاية المواهب الأدبية وتطويرها، بل لإغناء الحياة الثقافية بقدر غير محدود من الأنشطة التي ترفع اسم البلد عاليا.وبينما يبقى التساؤل مشروعا حول أسباب تأخر الجمعية، خصوصا أن مقرها موجود، فإنه من الواجب الإشارة إلى الموعد الكبير الذي ينتظر قطر، أي فعاليات «قطر عاصمة الثقافة العربية» فبدون جمعية للأدباء ستخسر قطر الكثير، ولن يمكنها ترجمة حضورها الأدبي في المشهد العربي، ولعله من المؤسف أن لا يكون لقطر، بكل زخمها السياسي والاقتصادي والثقافي، مقعد في اتحاد الكتاب والأدباء العرب، فغيابها عن هذه الهيئة يسهم بقوة في جعل مشهدها الثقافي غائبا تماما عن الوجدان العربي، كما يمنع عنها فرصة التوغل في هيئات ثقافية دولية تتيح لها ممارسة دور يليق بها.


العرب القطرية/17/6/2008

ليست هناك تعليقات: